يقول المجرم الفيلسوف..
-------------------------
هؤلاء الذين يزعمون أنهم آلهة ويشرعون لنا حرامنا وحلالنا هم الذين ينهبون أموالنا وينغصون حياتنا وحتى لو تمردنا واعترضنا لطالتنا أسلحتهم تسفك دماءنا وتستحيي نساءنا باسم الإله وباسم كل الأديان لأنهم يظنون أنفسهم أبناء الآلهة..
أنا الذي يقتلني الجوع والعطش والبرد لو أطعت أساطيرهم وخضعت لجبروتهم ووعودهم الكاذبة، ستقتلني الطبيعة بكل أنيابها لو سلمت لهم بأنهم على حق..
ليس هناك من هو على حق مثلي أنا المقهور المسكين الضعيف الذي تقويني سكيني ويدعمني سلاحي وتنجيني حذاقتي وشطارتي من مخالبهم..
أطوف بدراجتي البخارية كل يوم أسرق هؤلاء المترفين الذين يلهون بالملايين ويحملون حقائبهم وهواتفهم الثمينة وأبيعها بأبخس الأثمان لكي أجد قوت يومي، من هو الذي يفعل الحرام..
هؤلاء الذين ينفقون أموالهم التي فاضت وزادت عن حاجتهم على توافه الأمور؟!
أم أنا المظلوم المسكين الذي لا يجد قوت يومه إلا بالكفاح ومخاطرتي بروحي أحملها على كف يدي كل يوم لأنتقم من هؤلاء المنعمين العابثين بأموال أنا أحق بها ومن هم على شاكلتي ولكنهم يقتلوننا لو تلفظنا نطالب بحقوقنا بالثورات والاعتصامات والإضرابات ويرموننا بالعمالة والخيانة ولو كانت العمالة شيمتنا لكنا أغنى منهم وأكثر أموالاً وأولاداً ولكنهم قوم لا يفقهون..
هم يتدينون بالدين لأجل أن يكفروننا..
هم يتخلقون بمحاسن الأخلاق لأجل أن يجرموننا..
هم يفرضون القوانين لأجل محاكمتنا..
هم يتظاهرون بالإصلاح وقد أفسدونا..
فأي الفريقين أحق بالأمن وأي الفريقين أحق أن يوصم بالجرم والظلم..
هل صدمتكم فلسفتي؟!
هل لازلتم مذهولين لما تسمعون كلماتي كالصاعقة تلسع صدوركم وتملأ أذهانكم دهشة وحيرة؟!
أجل .. أنا فخور بأنني فيلسوف الإجرام..
اخترت طريق الجريمة لكي أدافع عن حقي في الحياة كما ترون أنتم أن البقاء للأقوى..
ولم تقنعني مصادر قوتكم..
فليست الأديان تمنح حق الظلم لأي إنسان..
وليست الأخلاق وليست القوانين تمنح حق السلطة لأي إنسان على إنسان..
إنما هو الله الذي يمنح ما يشاء لمن يشاء، وكما منحكم الطغيان فقد منحنا الإجرام يهدد طغيانكم..
فكفاكم عبثاً بشعارات الأخلاق والنوايا الزائفة..
وكفاكم عبثاً بشعارات الانتماءات الواهية..
وكفاكم عبثاً بالأديان فلستم آلهة..
واعلموا أنكم إذا عبدتم الله فحتماً سنعبده..
هذا الذي يلقي بالقبض على مجرمة آثمة ليعاقبها بالقانون..
اذهبوا إليه وابحثوا عن كواليس عقوباته العادلة..
إنه يتحرش بها أو يجبرها على الزنا كعقاب..
إنه يعذب ذلك المتهم ويكهربه ويسلعه بالنيران ليقيم القانون..
إنه يمارس الإجرام في أعتى صوره وأبشعها من أجل مكافحة الجريمة..
فأنى لكم العدل بالظلم؟!
وأنى لكم الأمن بالتجويع؟!
إن الله قال : "الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف" في سورة الإيلاف، فكيف تنتظرون الأمن بالتجويع، وكيف تتشعمون بالائتلاف دون رخاء وأمان؟!
الأنانية هي الوجه الحقيقي خلف تظاهركم بالتدين وتشدقكم بشعارات أخلاقية زائفة تخفي وراءها منتهى الانحلال والزيغ..
رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك