كتير هيحس إن على راسه بطحة ويحسس عليها، وقت الحق تفترق الفرق، ويفرق بين الحق والباطل، فإما أن يصول الباطل ويسكت الحق أو يزهق الباطل من فوره والله غالب على أمره..
الكلام ده أنا كتبته من واقع تجارب مش إحباطات ولا أفكار سلبية ولا كلام الناس السطحية اللي شايفة الدنيا بمبي ووردي وكل حاجة تمام وزي الفل، رغم إن نفس الناس دي ممكن تكون عانت وقاست بس هما بيطلعوا بوجوه بشوشة يضحكوا على الناس اللي عايشة واقع أليم بكلمتين حلوين وجرعات تفاؤل مزيفة تخدر أعصابهم المشحونة بمتاعب الحياة..
الله أعلم بغرضهم يمكن نيتهم سليمة وعايزين يخففوا عن الناس، ويمكن هما مش عايزين الناس اللي بتعاني تنجح زيهم، فبالتالي بيضحكوا عليهم بجرعات الأمل الزائف دي علشان الناس تركن ومتفكرش في مصالحها وتثور وتعرف الحق فين وازاي يستعيدوا حقوقهم كاملة بلا نقصان.
الشيطان يعدكم الفقر.. جزء من آية في سورة البقرة تلخص كل الكلام اللي أنا هرغي فيه وهصدع دماغكم بيه..
تلخص بسهولة جداً هو الشيطان بيلعب على إيه في حياة الإنسان منا علشان يدمره ويخليه يلجأ لطرق الظلام والكفر..
بيلعب على الفقر..
الفقر كلمة كبيرة أوي.. الفقر مرض خطير لو استشرى في مجتمع بيدمره من اساسه..
أقوى من اي حرب مسلحة..
أقوى من أي مرض وبائي..
لأنه بيخلي الإنسان يقتل نفسه بالبطئ..
بيخلي الإنسان يكره الحياة ولو تمرد عليها وحبها بردو بيضحي بنفسه في الآخر وبيرجع للحظة الفقر الأولى، وبردو بيختار الموت..
عارفين ازاي؟؟!!
بصوا على أثرياء كتير وشوفوا فقرهم الروحي وعطشهم لدين يرضي عقولهم ويهدي قلوبهم اختاروا الموت ودفعوا فيه أغلى الأثمان علشان يموتوا بأمان بدون وجع ولا ألم..
سيروا في الأرض واستقرأوا قصص الناس في العالم والتاريخ.. وتأملوا كيف حال البشر..
الشيطان يا سادة ..
بيلعب كل ألاعيبه علشان يفقرك، ويبعدك عن تحقيق ذاتك ونفع الناس وتعمير الأرض، بيخليك تضرالناس وتخليهم يضروك، عملك وهم اسمه الدول واللون والسلالات السامية والدانية، وهم اسمه التفرقة بين الذكر والأنثى، وبين الأبيض والأسود، وغير ذلك من أوهام لا تؤدي إلى نتيجة واحدة، وهي إنك تعيش في دايرة مقفولة كلها أحزان في أحزان وجبال هموم وغموم تثقل كاهلك شايلها مش قادر تنزلها ولا قادر تمشي بيها وتواصل طريقك..
ظهرك محني..
نفسيتك صفر..
أملك في الدنيا تموت..
للأسف دلوقت أصبح واقع مجتمعنا مرير، كل يوم بنشوف ظواهر جديدة وليدة ظواهر أخرى وتؤدي إلى حياة بائسة على جميع الناس، والناس بقت بتتباهي بالبؤس والآلام.. دلوقت أنت لو شكيت همك لحد فوراً هتسمعه بيقولك: "أمال أنا أعمل إيه.." وتسمع نوتة موسيقية حزينة بكلمات أغنية شجية عن أحداث تخليك تقول في نفسك "اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته".
الحياة يا جماعة متاع (حلال – حرام) ومتاعها زائف، ولكن كلنا مأمورين نستمتع بيها في حدود ما يرضي الله، ومنهيين عن الاستمتاع بما يغضب الله، ولو حد تأمل بحكمة هيلاقي إن المتاع المنهي عنه والله ما فيه ريحة المتاع، ولا يؤدي إلا إلى البؤس والشقاء..
واحد يسأل مثلا لو استمتع متاع حرام إيه البؤس والشقاء اللي هيحصله أصلأ وهو بيستمتع، كيف يجتمع الألم واللذة؟!
الإجابة ليها شقين:
الشق الأول: قد يكون متاعك شقاء لغيرك (كأن تسرق ما ليس لك) فأنت تشقي صاحب المال، أو تزني بحليلة غيرك فأنت تشقيه وتشقيها وتشقي نفسك أيضا لأن من يستمتع بما ليس له، فهذا نقص في نفسه وذلة مكبوتة تجعلك تستمتع بما ليس لك وتتحدى الأعراف والسلطات وبهذا فالشقاء حليفك وحليف من تسلب حقه.
الشق الثاني: قد تجتمع اللذة مع الألم، كالخوف الذي يستحوذ على السارق وقت سرقته، وخوف الفضيحة عند ارتكاب المتعة المحرمة، أو الألم الذي سيلحق بجسدك نتيجة لإسرافك في الاستمتاع بالمحرم كالمخدرات والخمور وما شابه ذلك.
من النقطة دي ننتقل لنقطة تانية مهمة جداً..
لازم نتفق على إن قد يكون من الصالحين من يحيا حياة بائسة فما دور الشيطان في ذلك، أليس من المفترض أن يكون أهل الشيطان هم الفقراء..
ليه الصالح كتير بيكون أتعس من الفاسد؟؟!!
بسيطة جدا.. هنا ممكن نقول إن ما بين الفقر والتعاسة اختلاف كبير، فهنا هقولك ابحث عن أثرياء سعداء، وآخرون تعساء..
وابحث عن فقراء سعداء، وآخرون تعساء..
وفي أول كلامي زي ما ذكرت الفقر المادي، ذكرت الفقر الروحي، فمهما تكون ثري وعايش حياة رائعة وروحك فقيرة متعطشة لبارئها ونافخها فيك عمرك ما هتحس بالحياة، لأن الحياة اللي عايشينها دي سرها الروح، إذا طابت.. طابت الحياة، وإذا تعست.. تعست الحياة.
وأخيراً وليس آخرا، علشان أقدر أعيش حياة صح لازم أدور على طريق الثراء الروحي قبل الثراء المادي والجسدي..
لازم أفهم أحوال الناس صح وأتفكر في قوانين هذه الحياة بشكل واقعي بعيداً بقى عن هرطقات الفلاسفة وتزييف علماء السلاطين واستغلال الساسة لعواطف الناس وتسييرهم في إطار نظم مجهولة طرقها مظلمة ظالمة لتكوين امبراطوريات فانية ولو بعد حين.
الحديث يطول وله بقية وصولات وجولات في دهاليز الشيطان وفقره ونحسه الذي يلحقه بأبناء آدم لتدميرهم وإفقادهم أبسط حقوقهم الإنسانية في الحياة..
رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك