كثير منا قد يعرف الحق ويشعر
به شعوراً يقينيا ولكن تأخذه المطامع والأهواء النفسية فيزيغ قلبه ويحيد في سيره
عن طريق الحق لطرق أخرى متعرجة فيتوه ويضل وقد يضيع أو يعود.
أصبحت مقاومة الناس لشرور
أنفسهم ضعيفة وتحديهم للشيطان أضعف، فشرورالنفس مفتاح الشيطان لتدمير الإنسان
وإضلاله وإخراجه من النور إلى الظلمات..
ولذلك فإن الله عز وجل عندما
جعل من أبرز صفات أمة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي صفة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر فقد قال تعالى:
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) آل عمران (110)
لنتأمل في قوله تعالى أنه قد قدم تلك الصفة على صفة الإيمان بالله، وما في ذلك من إشارة واضحة لأولي الألباب لأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما في ذلك من علم الله عز وجل بتقلب القلوب، وميل النفوس للنسيان والتوهان والوقوع في حبائل الشيطان ومكائده التي لا تنتهي فلقد أعلن الحرب على آدم وذريته منذ أن خلقه الله وأمر ملائكته بالسجود له تعظيماً وتكريماً لما خلق الله عز وجل بيديه..
لنتأمل في قوله تعالى أنه قد قدم تلك الصفة على صفة الإيمان بالله، وما في ذلك من إشارة واضحة لأولي الألباب لأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما في ذلك من علم الله عز وجل بتقلب القلوب، وميل النفوس للنسيان والتوهان والوقوع في حبائل الشيطان ومكائده التي لا تنتهي فلقد أعلن الحرب على آدم وذريته منذ أن خلقه الله وأمر ملائكته بالسجود له تعظيماً وتكريماً لما خلق الله عز وجل بيديه..
فقد قال الله عز وجل:
(إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83))- ص [71-83ٍ]
فانظر بارك الله فيك إلى غضب
إبليس وتبجحه وتصريحه بأنه نذر نفسه إلى يوم القيامة الذي يؤمن به ويعلم ما أعد
الله عز وجل لمن عصاه من عقاب بالعذاب، لغوياة آدم وذريته حسداً منه وحقداً وكبراً
ظناً منه أن النار أفضل من الطين، فلعنه الله لذلك فإن من أولى أمارات ضياع النفوس
هو الكبر والعجب فما إن تحل تلك الأمارات بنفس حتى يهلكها الله ويذلها من بعد عز
ويأخذها أخذ عزيز مقتدر..
وكذلك فإنه ما من قرية
تتزعمها شرذمة من المترفين الفاسقين الذين يفسدون في الأرض ويجحدون نعمة الله
ويبتعدون عن طريقه، إلى طريق الشيطان حتى يهلكهم الله عز وجل بآياته ويولي الشيطان
هارباً متبرئاً منهم، فلا هو يحاول إنقاذهم، ولا هو يستطيع أن يغني عنهم من الله
شيئاً..
لذلك بارك الله فيك فإنه
مهما آتاك الله من نعمة في هذه الدنيا فلا تغتر أبداً واحمد الله واشكره على أن
وفقك للخير، فإن رأيت أنك تظن أن تلك النعمة هي حق لك على الله، أو سولت لك نفسك
أنك جدير بها فتفرح وتتكبر، فاعلم أنك على شفا الهلاك والخذلان.
وإن الشيطان لهو رفيق النفوس
المتكبرة المغرورة المعجبة الفرحة التي لا تستطيع شكر الله على نعمه..
الشيطان ينعم على أوليائه
بالوعود الكاذبة ويضرب على قلوبهم الذلة والمسكنة ويرهقهم بالأطماع المستمرة
والاحتياجات التافهة حتى تنقضي أعمارهم في البحث عن كل حرام من اللذات والشهوات ثم
يفاجئون بالأجل فلا يجدون وعود الشيطان قد تحققت ويغلبهم الشعور بالندم والحسرة
وأنهم مهما نعموا في حياتهم الدنيا فإنهم الآن قد تيقنوا أن كل هذا النعيم الفائت
قد حان زواله، ويشعرون أنه لم يكن راحة لهم بل كان مشقة شديدة أتعبت أرواحهم
وأجسادهم من أجل الوصول إلى الفناء..
الأرواح هي قوة الله في
أجساد بني آدم، لذلك فإن الشيطان يتسلط على إغواء الإنسان بمطالب الجسد ليحجب عنهم
مطالب الروح من اتصال بالله وقرب منه وعملاً بأوامره واجتناباً لنواهيه، ويضع لهم
علوماً زائفة يسمونها العلوم الروحانية ليستبدلها أهل الضلال بالدين الحق ويمارسون
طقوساً تحتوي على الكثير من الشرك بالله والكفر به وعصيانه يتعبدهم الشيطان بها
فيبسط سلطانه عليهم ويتعهدهم بالقتل والتدمير إن هم خالفوا عهده، بينما ليس لهم
عليه حقوق يطالبونه بها سوى الأكاذيب والأوهام..
إن الروح إن تعاكست مطالبها
مع الجسد، فأسرفت في تلبية مطالب جسدك وقللت من تلبية مطالب روحك التي هي نفخة من
الله فيك، فأبعدتها عن الله فستزداد حياتك تعاسة وشقاء وضنكاً مهما كان النعيم من
حولك فهو زائف، وإن روحك ستظل متعبة منهكة لن تشعر بالسعادة أبداً، لأن السعادة هي
ارتياح الروح والروح لن تشعر بالراحة أبداً طالما أنها بعيدة عن ربها ونافخها في
جسد الإنسان..
لذلك فإن حياتنا بشقيها
الروحي والجسدي تتوازن بقدر ما نستطيع الاعتدال في تلبية مطالب كل منهما..
وبتأمل ذلك الدعاء النبوي الذي كان يدعو به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كل يوم صباحاً ومساءاً "اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم"
نجد كيف قد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من شر نفسه أولاً قبل شر الشيطان، وما في ذلك من دلالة على أهمية جهاد النفس وتحصينها ضد هجمات الشيطان وجنوده..
..سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
وبتأمل ذلك الدعاء النبوي الذي كان يدعو به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كل يوم صباحاً ومساءاً "اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم"
نجد كيف قد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من شر نفسه أولاً قبل شر الشيطان، وما في ذلك من دلالة على أهمية جهاد النفس وتحصينها ضد هجمات الشيطان وجنوده..
..سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك