هل أتاك حديث الأراجيف؟!
الأراجيف وما أدراك ما الأراجيف؟!
إنه أسلوب حياة.. عنوان الأيام، وما نرى وما نسمع صنعة يرتزق منها أناس..
هم القوم يشقى بهم جليسهم، تعج بهم تلفازاتنا بخيوطها العنكبوتية التي نسجتها داخل بيوتنا..
حديث الأراجيف..
إنهم يتحدثون كل يوم عن الفيس بوك والتويتر والتواصل الاجتماعي ومواقعه وكيف أنها خطرة لأنها تصنع (الهبد) والهبد هو مصطلح تلفزيوني حديث يشير إلى الشائعات الخيالية التي ينسجها خيال (فشار) محترف ليصنع الفتن بين الناس..
إنني في أشد حالات الذهول..
الإعلام يغار..
لقد كان الإعلام ولازال يحتفظ لنفسه بمركز الصدارة في إطلاق الأكاذيب وصناعة الفتن بين الناس مراعياً في ذلك مصالح طائفة (الأسياد) ،،،
حكام القوم وزعمائهم..
نجومهم وفنانيهم العمالقة..
وغير ذلك..
إنما مواقع التواصل الاجتماعي تصنع (الهبد) وتصنع الشائعات التي تتعارض مع مصالح تلك الطائفة (حكام - زعماء - نجوم - فنانين)..
ورغم كل الجهود التي بذلها الإعلام ليقتحم تلك المواقع، إلا أنها قد طغت عليه..
فإيفهات المسرحيات مغشوشة من كوميكسات الفيس بوك..
وعناوين المسلسلات أيضاً مغشوشة من أسماء صفحات فيسبوكية..
باختصار الإعلام فاحت منه رائحة الغيرة، وبدأ يلجأ إلى أساليب الضرائر وكيدهن فيكيل التهم الزائفة لكل الوسائل الحرة التي تتيح للناس تفريغ الكبت والقمع الكامن في النفوس والذي أورثته عروش الطغيان لشعوبها، وحرمت عليهم التعبير اللهم إلا بعض الأعمال الإعلامية التي يزعمون أنها تعارض السياسات الغاشمة رغم أن أهل الإعلام ما هم إلا إفرازات لتلك السياسات، وأبناء الساسة المدللون وهذا ما تجلى بوضوح أثناء المظاهرات الثائرة، وأنه ليس في الإعلام يسار ولا يمين، ولا معارضة ولا حرية تعبير، إن هي إلا أراجيف كاذبة، وقصص مختلقة تجعل الشعب يتوهم أن الإعلام حر نزيه محايد، يرعى مصالحه ويعبر عن مكنوناته والحق غير ذلك..
والفتن هي التي تميز الخبيث من الطيب..
وأهيب بالسادة المشاهدين والمستمعين، وأيضاً بالسادة أهل الحرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن يعدلوا عن التشبه بسياسة الإعلام، وهي سياسة الأراجيف، ولتتبعوا أساليب أخرى يحسدكم اهل الإعلام عليها، بل ولقد ابتكرها الكثير من أصحاب قنوات اليوتيوب مثل سياسة كشف وفضح تناقض الأقوال والتصريحات الإعلامية والتي مارسها برنامج البرنامج لباسم يوسف، وجوتيوب، وكوميكسات الفيس بوك الساخرة التي تكشف زيفهم وكذبهم..
الأراجيف ليست وليدة المواقع ولا حرية الانترنت ولا غيره، إنما هي تربية وثقافة عميقة تأصلت في نفوسنا جميعاً فهي أشبه بميكانيزمات الدفاع النفسية (الكبت- النكوص - التبرير...إلخ) التي ندافع بها عن مكنونات نفوسنا..
فهي بمثابة تبريرات دفاعية يدافع بها كل صاحب مصلحة عن مصلحته، فتجد الطاغية يمارس أسلوب فرق تسد بين طوائف الشعب، ويثير النصارى ضد المسلمين..
وآخر يثير الشيعة ضد السنة..
والصوفية ضد أهل السنة..
وكل يغني على ليلاه..
وكان سر نجاح الإعلام أنه يوحد كلمته لصالح الفئة الحاكمة وما حولها وتحتها من أصحاب المصالح وحيتان البيزنس، فقل ما تجد قنوات معارضة لها صوت يعلو فوق صوت الحيتان..
أما الآن فقد أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت بصفة عامة فرصة ذهبية ليعلو صوت الحق فوق كل صوت..
افتضحت الكثير من الأكاذيب..
زهقت الكثير من الأباطيل..
الفرصة متاحة لكي يجلس الشاب يفحص ويمحص أراجيف الإعلاميين وسقطاتهم ويجمعها ببرنامج مونتاج ثم ينشرها في كل مكان..
ويتناول آخر من فكرته فيخترع النكات والقلشات والكوميكسات ويضحك الجميع..
ويشتم آخرين..
فيلجأ الإعلاميين إلى المقاومة الغاضبة، وتنهار حججهم، ويضعف منطقهم وتذهب جهودهم سدى..
ودون جدوى...
ولم يلتفت أحد إلى ملحوظة مهمة جداً..
أن الفجوة التي حدثت بين الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تكمن في أن هناك صوتان متعارضان، وليس كما يقول الإعلام كذباً أن تلك المواقع مؤامرة ويستولي عليها متآمرون..
إنما الحقيقة هي أن صوت الشعوب.. صوت الحرية يعلو دائماً فوق صوت طبول النفعية ومزامير الساسة، وصاجات السلطة..
لو فطنت الألباب لما وراء الظواهر لعرفنا الحقيقة ووجدناها أوضح من الشمس..
وهو أن الإعلام ما هو إلا أراجيف..
سموا أهل الإعلام بالمرجفين..
وأنزلوهم منازلهم..
أسقطوهم من حساباتكم..
وتجاهلوهم..
هذا ما يليق بهم..
وطابت أيامكم بلا أراجيف..


رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك