أولياء الشيطان

0

 


بسم الله ربي مالك الملك سبحانه خلق وأنعم ورزق أزلا ولا يزال أبدا، والصلاة والسلام على خاتم الرسل لكل الناس عربا وعجما، ختم الشرائع بشريعة كاملة، ورسخ العقيدة الأولى التي عهد بها آدم إلى ذريته، وعاهد بها الله في الخلق الأول ذرية آدم، حين قال تعالى "ألست بربكم قالوا بلى..." فشهدوا على أنفسهم قبل أن يأتوا إلى الحياة، وحيث لا ينفعهم الجحود يوم يأتي وعده سبحانه إنه لا يخلف الميعاد..

حدث في القدم أن آدم المصنوع بيدي الله عز شأنه، من تراب الأرض ونفخة رب السماء فيه، وتكريم أهل السماء له بالسجود فنعمت التحية هذه..

فوقعت واقعات ودارت دوائر فهبط إلى الأرض.. ذلك المخلوق الجديد الذي جمع سر بين سر السماء الأرض، فالجسد أرض، والروح سماء..

الخليفة الذي خلقه الله يخلف بعضه بعضا، في التكاثر من الأموال والذرية، وجعل له من خلقته مثيل مخالف له في الطبيعة والقوة، كالأرض تبذر فتنبت، فكان آدم كالمطر يلقح أرضه الأنثى..

هكذا اجتمع سر السماء والأرض..

فكان آدم الرزق والعطاء، وكانت حواء الأرض الخصبة الجميلة، التي يودعها الله رزقه لآدم من الحب والحياة والذرية وتحفيز الرغبة في العمل والنجاح لمواصلة العطاء والكفاح..

وهكذا كل أنثى لذكرها تثير كوامنه وقدراته للمجد..

وهكذا كل ذكر لأنثى يكافح من أجل إعزازها وحمايتها..

وكان الشيطان ولا يزال يسول ويوسوس وينصب الشباك ويخطط لحيل وألاعيب ليوقع ذرية ذلك المخلوق (آدم) بحيلتين شهيرتين..

الحيلة الأولى – الرغبة في الخلد..

الحيلة الثانية – التحاسد..

وعلى أساس ذلك، جاء الشيطان ليزين الشرك بالله وعبادته بدعوى أنه خالد مخلد وأن الله قد ميزه بذلك عن البشر، لتنطلي تلك الخدعة على الكثير من البشر، حتى أنه جعلهم يعبدونه في صور مختلفة كثير، لا فارق عنده بين رمزية المعبود سواء كان نجما أو صنما.. شمسا أو قمرا.. حيوانا أم بشرا.. المهم أنه يخطط لابن آدم لإيقاعه في الشرك والعبودية للغير، وتمني زوال نعمة الغير، حيث أن الحسد هو الوسيلة الوحيدة لفتح الباب على مصراعيه لإبليس وذريته وجنده بالتدخل في حياة البشر، وبذلك تنتهي حياة الكثير من الآدميين..

فالقتل بدأ بين قابيل وهابيل في العهد الأول للتاريخ الآدمي، بسبب الحسد والحقد..

ثم ظهرت عظائم الذنوب بدأت من الشرك ثم عقوق الآباء ثم التمرد على الأصول والتربية الحسنة، والتنافس والتباغض بين الأخوة، فبدأت الفوضى ولا تزال..

وهكذا أصبحت اللعبة الأساسية لحزب الشيطان تتمثل في الإبهار والانبهار بقدرات الشياطين ثم تمردهم على الرب وناموس كونه كالرجم بالغيب والشرك وادعاء الوهم بأنه يمكن للمخلوق أن يكتسب قدرة الخالق جل وعلا ويتحداه ويتمرد عليه..

حتى جاء الشيطان واستطاع أن يشارك بني آدم في ذريتهم وحياتهم، فجاء أبناء الشيطان..

فانقسم الناس إلى أولياء للشيطان يسول لهم بامتهان السحر والتأثير على حياة الناس وأرزاقهم بالتعطيل والخراب..

وأبناء الشيطان الذين ينحدرون من سلالات من آباء وأجداد اتخذوا من السحر دينا، فكان أبناء الشيطان هؤلاء الذين يسميهم البعض الزوهريين، والبعض يمسيهم البشر الساطعون، أو أبناء الآلهة، أيا كان اسمهم، فالنتيجة أنه قد يأتي من هؤلاء الأشخاص متمردون على الشيطان، وفي ذلك حكمة من الله عز وجل بأنه قدير يفعل ما يشاء، يقل بالسحر على الساحر بتلك الذرية التي يكثر فيها الشر وقد يحدث بها خيرًا كثيرًا حيث أن قدراتهم الشيطانية قد تجعلهم يختارون الطريق الأصح، حيث تكون فيهم بذرة الانحياز لخلقهم الأصلي (آدميين) ببساطة لأنهم بشر، فيتحولون بكثرة لأعداء الشيطان وأقوى المنشقين عليه..

ولكن يضل الكثير منهم نظرا لتوقف حياتهم وسحب طاقتهم الشيطانية باستمرار وخضوعهم للتربية الخاصة الشيطانية من قبل الكثير من ممالك الجن التي تحمل على عاتقها مهمة إضلال تلك الفئة..

نستطيع أن نصل لفصل القول أن أبناء الشيطان أو أولياؤه، وجهين لعملة واحدة..

إلا ما رحم ربي من التائبين العائدين إلى الأمن والأمان والحصن المنيع من الشيطان، وهو جانب حزب الله، وحزب الله هم المفلحون..

الشياطين المختلطة بحياة البشر، لم ولن يحدث أبدا أن تجد فيهم أولياء لله، وانظر بعمق إلى حياة كل المخالطين لعالم الشيطان لن تجد إلا البؤس والصراعات الغامضة جدا مهما كانت القدرات مبهرة، والخصائص غريبة، لكن الحساب الحقيقي للمعادلة يتمثل في كلمة مختصرة (أولياء الله) أو (حزب الله)، وليكن في علمك دون ريب أو امتراء أن حزب الله وأولياؤه، ليس لهم أي قدرات وغلبة ونصرة بالاستعانة بالجن والشياطين أبدا..

إنما تكمن قدراتهم في تحول خصائصهم الشيطانية إلى جانب نصرة الله وعقيدته ودينه..

وكل البشر لا وزن لهم إلا بالعقيدة والعمل في الدنيا والآخرة..

وبحسب امرء أن يختار عقيدته بناءًا أن جنب الله إن حدث فيه إفراط أو تفريط فهو على صراط ليس بمستقيم، أما إن كان في جنب الشيطان، فإنه لن يكون أبدا في جنب الله، حتى لو كان أعبد العابدين، فلن تجده مطلقا يعبد الله بما شرع، بل ستجد البدع والتجارب الشيطانية والغرائب والخوارق وشذوذ الطبيعة البشرية، والبعد عن الفطرة..

فالشيطان يفعل كل ما من شأنه إبعاد البشر عن طبيعتهم التي خلقها الله عليها واختلافهم وابتعادهم كذلك عن روح الجماعة والصبر وصلة الأرحام وما إلى ذلك من أهداف الشيطان الكبرى..

ولطالما عاشت سلالات على لعنات باقية بدأت من خطيئة كبرى تنطوي في ثناياها على طقس عبودية للشيطان، فجاءت الذرية شيطانية، المتمرد فيها على تلك اللعنات يقتل، أو ينصره الله إن صدقت نيته وأخلص في عبوديته لله واستنصر به فحتما سيبعده الله عن ذلك..

لذلك فلا توبة لساحر..

لأنه يعكس حقائق الكون الكبرى ويقوم بتحدي النواميس والقوانين والتمرد على الطبائع، والاستقرار الذي فطر الله الناس عليها، لذلك تجده يحارب الزواج الطبيعي، ويروج للجلب والحب الشيطاني، والفساد والشهوات والغرائز الشاذة..

والله أكبر..

أولياء الشيطان، لا قدرة لهم ولا حيلة عن نفع أنفسهم إلا بإذن الشيطان، ولن يستطيعوا ولم يحدث أن استطاعوا أن ينتفعوا بعطايا الشيطان لهم أن يحيوا في هناء من العيش واستقرار، بل ظلت أموالهم وأولادهم عليهم حسرة، وعلى أنفسهم، فتجد الذرية ملعونة تحيا في لعنات وتموت بلعنات، وحياتهم حسرات وويلات..

بغضاء وكراهية وتنافس، وبحث عن كنوز ملعونة، وظلم وظلمات، وصراعات دون مبرر..

يكرهون البشر..

يحسدون ذوي النعم..

يمقتون النعمة ويبتعدون عنها..

عاشقين للعيش في دور الضحية..

وبث الطاقات السوداء من القنوط واليأس والتثبيط وكل صفاتهم تحوم حول دوائر السخط والمقت وقلة الحمد والشكر لله، وعدم الصبر..

والله غالب على أمره..

 

 

إرسال تعليق

0تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top