على منبر الجحيم

الجميع يصرخون..

غيظهم شديد..

يتساءلون..

يتلاومون..

وكلما لام أحدهم خليله أو قرينه..

يرد بأنه ضحية وسواس الشيطان..

وهكذا جميعهم..

ضحايا الشيطان..

فلماذا إذن أطعناه؟!

وكيف أصبح هذا حالنا؟

اليوم يوم الوعد المخلوف

لقد وعدنا الشيطان بالخلود..

ولم يف بوعده لنا..

رغم أننا ءامنا به..

وتفانينا في العمل ابتغاء وجهه..

وكنا من جنوده المخلصين..

فلأي شيء خلف وعده..

وكذب عهده..

وأذل جنده..

أين الشيطان؟!

أين رأس الخسران؟!

إبليس..

أيها الشيطان..

هلم وقل لنا..

كيف الخلاص؟!

وهل لنا من مناص؟!

وجاء اللعين..

وصعد على منبر الجحيم..

وقال: يا أهل النار..

لقد قضي الأمر..

وكان وعد الله هو الحق..

وكان وعدي هو الباطل..

وعدتكم فأخلفتكم..

ولم أكن بسلطانكم..

ولم تكن طاعتكم لي واجبة..

لم أفعل شيئاً سوى أن دعوتكم..

فاستجبتم لي..

وها أنا مثلكم من المعذبين..

فلا تلوموني..

ولوموا أنفسكم..

فما أنا بمصرخكم..

وما أنتم بمصرخي..

إني كفرت بالله العظيم..

الذي عبدتموني من دونه..

وإنه قد أنذركم الشرك وأرسل إليكم رسله..

وكنتم تؤذونهم وتحاربون أتباعهم..

وتفترون على الله الكذب..

وكنت تعلمون أنه ربكم وخالقكم ورازقكم..

تدعونه إذا ارتجف الفلك في البحر..

وتتضرعون إليه إذا ادلهمت بكم الخطوب..

وتدمع عيونكم إذا أحاط بكم المنون..

لأنكم تعلمون أنه سيجازيكم بما فعلتم..

فلماذا أطعتموني وجعلتموني ندًا له؟!

أنتم اخترتم سبيل الضلال..

وغركم متاع الحياة الدنيا..

وهذا مصيركم ومصيري من قبلكم..

النار..

وبئس مثوى الظالمين..

قالوا: تالله إن كنا لفي ضلال مين

إذ نسويكم برب العالمين

وما أضلنا إلا المجرمون..

فما لنا من شافعين..

ولا صديق حميم..

فلو أن لنا كرة..

فنكون من المؤمنين..

وأخذوا يصرخون..

ويبكون..

وينادون يا مالك..

يا خازن النار..

ليقض علينا ربك..

قال إنكم ماكثون..

مخلدون..

إلى أبد الآبدين..

فذوقوا العذاب..