البانتشاسيلا

0


بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله العلي العظيم، والصلاة والسلام على محمد خاتم المرسلين..
لقد أتقن أعداء الإسلام منذ اجتاحت الحملات الصليبية الأمة عسكرياً ثم تقهقرت منهزمة بأيدي قادة المسلمين، وما أن بدأت حرب أخرى شرعت في شنها فئة من تلاميذ شياطين اليهود الذين أنشأوا العديد من الجمعيات السرية لهدم الأديان واخترعوا ماكينة جديدة من شأنها أن تولد أعداداً لا متناهية من العقائد من شأنها أن تفرق بين الشعوب وتشعل نيران الحروب، وتقسم الدولة إلى دويلات، والأمة إلى أمم، والدين إلى أديان، والإنسانية إلى عروق، وظلت تلك الماكينة بتروسها تدور دون توقف حتى تحقق لليهود بجمعياتهم السرية والعلنية والتي سرعان ما تكاثرت فصارت منظمات لها صفة رسمية في جميع أنحاء العالم أقصى ما يمكن ان تحلم به شرذمة خبيثة علت علواً كبيراً حتى ادعى البعض أن تلك الأصابع العاملة على تلك الماكينة قد تمكنت من السيطرة على العالم..
ومن تلك العقائد التي أخرجتها "ماكينة العقائد"..
البانتشاسيلا ..
ما البانتشاسيلا؟!
هي المبادئ الخمسة المتلاحمة تم إعلانها عام 1945 وضعت في دستور أندونسيا المسلمة عقب الاستقلال بديلاً عن العقيدة الإسلامية لتنفيذ خطة معينة للقضاء على الإسلام ونشر العلمنة وتنمية شراذم الأقليات من الأديان الأخرى الوثنية والنصرانية.
بدأت القصة عندما نشب الخلاف بين القوى الإسلامية والقوى اللادينية الأخرى حول أساس الدولة "دينية أم لا دينية" في إطار انعقاد لجنة الإعداد للاستقلال في إندونسيا..
فجاء سوكارنو - أول رئيس لإندونسيا بعد الاستقلال ووضع تلك المبادئ الخمسة (البانتشاسيلا) لتكون أساس الدولة والتي تمثلت في:- 
1- الإيمان بالله الواحد الأحد (الربانية المتفردة).
2- القومية وتنادي (بالوحدة الإندونيسية).
3- الديمقراطية أو (الشعبية الموجهة بالحكمة في الشورى النيابية).
4- الإنسانية العادلة المهذبة.
5- العدالة الاجتماعية.
وقد انعقدت لجنة تساعية ضمت زعماء إسلاميين ووطنيين تركزت مهمتها في وضع ما يسمى بـ "ميثاق جاكرتا" وتم التوقيع عليه بتاريخ 22 يونيو 1945 ليصبح مقدمة لدستور 1945 محذوفاً منه جملة "مع وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية على معتنقيها" إثر تهديدات صدرت من القلة النصرانية في إندونسيا بعدم المشاركة في النضال لنيل الاستقلال إذا لم تحذف هذه الجملة.
وعقب ذلك حكم سوكارنو إندونسيا بسياسة الحديد والنار على مذهب عساكر الدول النامية، ونالت الدعوة الإسلامية في عهده أشد العنت ..
ثم جاء من بعده سوهارتو الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري على سوكارنو فعزله وسار على نفس نهجه وروج العلمانية وأطلق يد التنصير والوثنية ونشر الفساد والتحلل الأخلاقي في إندونسيا..
عملت تلك المبادئ الخمسة النظرية عملها في أنها كانت مجرد شعارات نظرية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب فتسللت من وراءها العلمانية تسعى لإفساد الشعب وتشكيكه في الإسلام وأن الإيمان بالله ليس هو الإيمان القائم على الوحي الإلهي إنما كما قال سوكارنو "إن الإنسان الذي لا يزال يعيش على الزراعة يشعر بحاجة إلى الله وإذا بلغ مرحلة الصناعة لم يعد يرى ثمة ضرورة لوجود الله" فمن هنا تبين أن المقصود بهذا المبدأ التمويه على الحقيقة اللادينية للبانتشاسيلا..
تسللت الجمعيات التنصيرية إلى إندونيسيا بتسهيلات من الحكومة الإندونيسية والأمم المتحدة باسم رعاية الأمومة والطفولة ومكافحة الأمراض وفتح المستشفيات فبلغ عدد الذين تركوا الإسلام واعتنقوا الكاثوليكية في إندونيسيا 20 ميلوناً ضمن سكان الدولة المسلمة التي كانت مسلمة مائة بالمائة.
أصبحت الرابطة القومية هي التي تربط أفراد الشعب الإندونيسي بعضهم ببعض، وهذه الرابطة صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا وتسعى الآن للتخلص منها وإحياء الانتماء لديهم للنصرانية واليهودية، وهدف القومية الإندونيسية إبعاد العقيدة الإسلامية عن عوامل وحدة الشعب الإندونيسي وبالتالي إبعاد الشعب عنها شيئاً فشيئاً.
وأصبحت فكرة الإنسانية مبدأ من المبادئ الخمسة، تخفي وراءها الدعوة اللادينية والحقد على الإسلام باعتبار أن الشعب الإندونيسي ليس كله مسلماً وأن الذي يجمعهم هو الإنسانية.
العدالة الاجتماعية وهي شعار يتشدق به جميع الحكام العسكريين في دول العالم الثالث ولكن بدون ممارسة حقيقية، أو وجود واقعي .. وإلا فلماذا انتشر الفساد واللصوصية والرشوة والمحسوبية بين المسؤولين في إندونيسيا وفي سواها ممن نحا نحوها؟!
ومن نتائج العمل بالبانتشاسيلا باعتبارها الأساس الوحيد المعترف به للسياسة العامة للدولة أنه قد صدرت القوانين التي اعتبرت أية دعوة لتطبيق الدين الإسلامي دعوة تخريبية تهدد أساس استقرار المجتمع كما حاولت الحكومة عام 1973م منع المسلمين من التحاكم لقوانين الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزواج والطلاق والأحوال الشخصية إلا أن تلك المحاولة أسقطتها المظاهرة التاريخية الكبرى التي قام بها الشباب المسلم آنذاك.
واتجهت الحكومة أيضاً لمنع حجاب الشابات المسلمات وألحقت جهاز بوليس بكل مصلحة حكومية لتولي مسؤولية مراقبة وملاحقة أنشطة الدعوة الإسلامية.
وعلى أساس البانتشاسيلا اعترفت الحكومة بالنصرانية وتمثل 5 % والأديان الوثنية (البوذية 2 % والهندوكية 2 % وباقي الوثنية 2 %) على الرغم من أن الإسلام يمثل 88 % من عدد السكان البالغ 160 مليون نسمة.
وتعامل حكومة البانتشاسيلا الأديان معاملة متساوية لذلك أتاحت للهيئات التبشيرية كامل الحرية في نشر الديانة النصرانية بين المسلمين وكذلك تقدم الحكومة برامج متساوية على شاشة التلفزيون لنشر تعاليم كل الأديان، ونظراً لأعمال البانتشاسيلا فإن عدد الكنائس والمعابد البوذية والهندوكية أصبحت مقاربة لعدد مساجد المسلمين.
أدخلت الحكومة مبادئ البانتشاسيلا كمادة أساسية في مجال التربية والتعليم في جميع المراحل التعليمية، وأعدَّت دورات تدريبية لجميع موظفي الحكومة والقطاع الخاص لدراسة مبادئها. زعماً بأن البانتشاسيلا ليست ضد الإسلام والمسلمين وإنما تعني حرية الأديان للتعايش السلمي.
فالخلاصة أنك تجد تلك العقائد الخبيثة التي تخرج علينا كل يوم كالفيروسات تفت في عضد الأمة هي الوجه الآخر للحملات الصليبية التي لا تزال تحشد حشودها وتنفث سموم حقدها وحسدها للقضاء على الإسلام ذلك الدين الذي كشف عوارهم وحمقهم وبين سخافة عقولهم وضلالهم وفضح غباء آبائهم الأولين بين العالمين وعقاب الله لهم ولعنته وسخطه عليهم بعنادهم وكبرهم وقال عنهم خالقهم سبحانه في سورة البقرة:-  
"وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)"
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت.. أستغفرك وأتوب إليك..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم..


Tags

إرسال تعليق

0تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top