لا يزال الفيس بوك من بين جميع مواقع التواصل الاجتماعي هو
الأكثر استخداماً، بل والأكثر إدماناً، وإننا إذ نتحاور سوياً في خضم دردشة على المقهى
أو في النادي أو في الطريق أثناء سيرنا وسواء كانت دردشتنا ذات خصوصية عالية أو متوسطة
أو منخفضة وأحياناً نتحدث في أمور بالغة الخطورة والسرية، ليس هذا من الممنوع أو المحرم
أن نتحدث في أمورنا ونفشي بعض الأسرار لبعضنا البعض.. إذن ما المشكلة؟!
المشكلة أننا نجد في الفيس بوك ملاذاً قد يعتقده البعض آمناً،
وقد لا يجد البعض فيه ما يثير مخاوفهم مهما سمعوا عن استخدامه من مخاطر ودراسات ومقالات
تشير إلى بعض التهم الموجهة لذلك الموقع وتضع عليه الكثير من علامات التعجب والاستفهام
بل وبعض الذين يتهمون ذلك الموقع الأزرق الشبيه باللون المميز للراية الإسرائيلية بالتآمر
على الدول لصالح فئة معينة.. يشير البعض بعدم مبالاة إلا أن ذلك لا ينبغي أن يثير مخاوفهم
معبرين بقولهم "ما هو المهم في حياتنا لكي نخشى أن يفتضح؟!".
وآخرون يقولون "إنهم ليسوا أشخاصاً ذوي شهرة أو منصب
حساس لكي يحتاطوا لخصوصياتهم أثناء استخدام الفيس".
ولكن لماذا كانت فضيحة كامبريدج أناليتيكا والتي تم
فيها توجيه الاتهام إلى موقع الفيس بوك بالكشف عن بيانات تخص حوالي 87 مليون شخص،
منهم حوالي 600 ألف كندي.
واستخدم حوالي 300 ألف من مستخدمي فيسبوك حول العالم تطبيق “This is Your Digital Life”، الذي جمع البيانات لصالح شركة الاستشارات السياسية
كامبريدج أناليتيكا.
وإن موقع الفيس بوك لم يحصل على موافقة صريحة من المستخدمين
لمشاركة بياناتهم مع تطبيق الجهة الخارجية، ولم يوفر فريق عمل الموقع رقابة مناسبة
على التطبيقات المتمتعة بإمكانية الوصول إلى المنصة، وانخرطت في سلوك غير مسؤول فيما
يتعلق ببيانات المستهلك.
كما رفضت إدارة الموقع طلب السلطات بالخضوع للتدقيق، وذلك
على الرغم من امتثالها لتدقيق البيانات الأمريكي.
الأمر يتضح شيئاً فشيئاً إذ أنه يبدو لنا أننا وإن كنا لسنا
ذوي مكانة ونستخدم الفيس بوك لكي يصل صوتنا إلى الآخرين ممن حولنا وممن ليسوا حولنا،
فالفيس بوك يبدو أنه فكرة إبليسية خبيثة تقوم على استغلال كل ما هو ردئ من أجل صنع
كل ما هو جليل..
الأمر يبدو مثل إعادة التدوير الذي يقوم على جمع المخلفات
وفرزها وإعاد استثمارها من جديد في صناعات مختلفة جديدة.
فالفيس بوك أشبه بمؤسسة إعادة تدوير آدمية، تجمع البشر وتقوم
بمزجهم بطريقة اجتماعية مدروسة قائمة على الحاجة إلى إثبات الذات وتعويض النقص من أجل
صنع قرارات عالمية والتأثير على العالم بشكل خبيث غير مسبوق يصعب علي تفصيله في مقال
أو أكثر إنما جعلت هذه السلسلة من أجل أن السير حثيثاً نحو مفاهيم جديدة أكثر تنويراً..
وإلى لقاء قادم،،،،
اعتقد انه مع ظهور بعض طرق التواصل الاخري لم يبقي الفيس بوك في مكانته هكذا ..
ردحذفالاقبال على طرق التواصل بيتزايد حسب الاحتياجات لكن في النهاية الجميع بتؤدي غرض واحد وطبعا لا يخفى إن الفيس بوك كتير بيحاول يحتكر أي وسيلة تواصل ناجحة وشرائها زي الواتس آب وانستغرام وما شابه ذلك
حذف