العد التنازلي - خريف العمر

0


 العد التنازلي

هذا الحفل الذي كان من أروع الحفلات التي أسعدتني وأحزنتني بنفس الوقت، فسعادة المرء لا تقدر بمال عندما يجد زملاء رحلة العمل الشاقة يكرمونه ويودعونه في حفاء ونظرات الاشتياق بل والبكاء تطل من العيون المحبة، وحزن بالغ يجتاح نفسي من ذلك المجهول الذي ينتظرني..

الجلوس أمام التلفاز أو النزول إلى الشارع واللجوء إلى المقاهي تعد هي أكثر الحيل انتشاراً بين العجائز، وتصبح حيلة اللجوء للعمل الخيري غير ذات جدوى، قد تكون للبعض مظهراً من مظاهر تحقيق النجاح واستمرار العمل والنشاط والفرار من الملل، وقد تكون لدى البعض الآخر من أمثالي عبء ثقيل ومسئولية قد تكون مجدية أو مجرد روتين قاتل يفتقد إلى روح الإبداع والمنافسة، ممتلئ بالتقدير الصوري وابتسامات التشجيع الصفراء، حقاً هذا العمل لا يناسبني إطلاقاً..

لكن غلبني الملل من ذلك الروتين المسموم، فالجلوس على المقاهي عادة العاطلين، وجلوس التلفاز يعجل بأمراض الموت، وظهور أعراض السمنة المفرطة، دفعني كل هذا إلى التفكير في ممارسة الرياضة والانضمام إلى نادٍ رياضي لكبار السن، وبالفعل اتخذت قراري وذهبت أسدد رسوم العضوية، وقضيت أسعد أيام حياتي في ذلك العالم المليء بالحيوية والمفعم بالأمل والنشاط وروح الشباب المصطنعة التي طالما تمسك بها بعض كبار السن من أعضاء ذلك النادي..

حتى مرت الأيام

وانتهى العد التنازلي لحياتي

 وجاء الأجل..

تمت,,
Tags

إرسال تعليق

0تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top