أخبرتك يوماً أنني شهيدك..
فاستشهدت وكانت يداك قاتلتي
كنت تعلمين أني اعتزلت الناس في محرابك..
فانهارت صومعتي وكانت يداك هادمتي
كنت تعلمين أني أعد أيامي بتقويمك..
ولما انتهى تقويمك توقفت أيامي
عشت أعاني لوعة فرقة بغير إثم
تلوح لي أشباح الهم وشياطين الغم
كأني كنت آدمياً وأصبحت الآن جماداً
فلم يعد بداخلي حراك
وجفت شراييني من الدم
كم أخبرتك بوصيتي قبل مماتي
ألا تتركيني فتتركني حياتي
وذهبت ورقة وصيتي أدراج الرياح
اختنقت وكانت يداك الآثمة خانقتي
ابتسمت لي نبوءتي سعيدة
بأنني سأصبح يوماً شهيدك
وكانت يداك هي قاتلتي


