بسم
الله يعز جنده.. يصدق وعده.. ﻻ يزال يهزم اﻷحزاب وحده، وصلاته وسلامه ورحمته
ورضوانه وبركاته، على أحب خلقه..محمد رسوله.. وآله وصحبه..
ﻻ
شك أن هذا الدين حين أنزله الله عز وجل، جابهته جبهات، وناصبت أهله عداوات، واشتدت
على مهاجريه وأنصاره المجادﻻت.. والحصارات.. والمؤامرات.. والتحزبات.. والنيران
والصرخات.. لكن أبى الله إلا أن يبقيه، وتولى حفظه بقدرته، وإرادته اﻷزلية اﻷبدية..
أوﻻ
يعلمون أن الله عز وجل ﻻ ينازعه في ملكه شيء، وأنه إذ أنزل دينًا من عنده ووعد
عباده لطالما تمسكوا به أن يمكن لهم في اﻷرض..
وأن
يجعل الله لهم العزة..
ويجعل
لهم الغلبة..
ويجعل
ﻷقدامهم وجود في مشارق اﻷرض ومغاربها، يؤذنون ويقيمون الصلاة، ويزكون، ويذكرون
الله قيامًا وقعودًا..
يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر..
متناصحين
بينهم (أئمة وعامة)
متوادين
متحابين بينهم..
أشداء
على المعتدين..
"ربنا
ﻻ تجعل في قلوبنا غلًا للذين ءامنوا"
لكن
يأبى الحمقى من الملحدين والعلمانيين والمتزندقين إﻻ أن يطلقوا أفواههم طعنًا في
عرض العلماء، ومصادر الشرع الحنيف..
ويأبى
الله إﻻ أن يتم نوره..
وإن
الله لينصر هذا الدين بشدة الحرب عليه، وتكالب أعدائه على المسلمين..
"كلما
أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله ويسعون في اﻷرض فسادا والله ﻻ يحب المفسدين"
ففي
تلك المواجهة بين شيخ الأزهر (الطيب) ورئيس جامعة القاهرة (الخشت)، قصفت جبهات
الزندقة بشدة، وتم حسم المواجهة إعلاميًا (بمقاييس اﻹعلام الحر) لصالح الإسلام..
بغض
النظر عن الدفاع عن منهج اﻷشاعرة والماتريدية واعتمادهم اﻷحاديث المتواترة وقضية
حديث اﻷحاد ظني الدﻻلة وإذ قد كان ينبغي توضيح أن حديث اﻷحاد ليس ظني الدﻻلة أبدًا
من باب إحقاق الحق، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل الواحد إلى القوم
يبلغهم الدين كاملًا، فالواحد من المسلمين جماعة..
والمسلم
وحده أمة..
فشيخ
الأزهر قام في ذلك المقام، مقام جماعة، وهم علماء ومشايخ اﻷزهر..
كما
أنه قد دافع عن تراث الدين وحده من بين الحضور، فهو قد نصر بلسان الحق أمة كاملة..
وهوية
كاملة..
ولطالما
كان السوفسطائيون يشككون بكل شيء، إﻻ أن شكهم إما أن يكون حقيقة قطعية الدﻻلة أو
ظنية الدلالة..
وإما
أن يكون شكهم كذب ووهم وضلال ليس به دلالة..
هكذا
أهل اﻹلحاد والزندقة والعلمانية، إما أن علومهم ونظرياتهم (قطعية الدﻻلة) أو (ظنية
الدلالة)..
أما
الدين فلا..
إنه
دين ياسادة..
به
شرع..
عبودية
لله..
مرتبط
بمصير أبدي..
ووعد
قديم أزلي..
إنه
اليقين الذي لا تطيب الحياة كلها بدونه..
إنه
السلام الذي دونه تضحى الحياة دمارًا..
إنه
اﻷمان الذي بغيره تصير الحياة خوفاً..
إنه
العمران الذي لولاه لكانت الدنيا خرابًا..
إنه
الدين الذي جعل الله لكل -كلمة فيه- رجالًا..
جعل
للكتاب حفاظًا يتلونه، وفقهاء يشرعّون منه، وقراء يدّرسون للناس قواعد قراءته،
وأصواتًا تغرد به بعذوبة.. إلخ.
وجعل
للسنة علماءًا يشرحونها، ونقادًا ينقحونها، ودعاة يقمعون بها البدع..
وجعل
رجالًا بين الفينة والفينة، يجددون الدين..
ينصرون
السنة..
يردون
كل قول لقائله..
وكل
فرع لأصله..
ليميز
الله الخبيث من الطيب..
وأما
ما ينفع الناس فيمكث في اﻷرض..
ونهيب
بكل مسلم أن يغار على دينه، وأن يجعل من أوقاته نصيبًا ينصر بها هذا الدين، حتى
وإن كان مفرطًا..
فلا
السلطة تدوم..
ولا
الحياة تبقى..
وكل
شيء فان..
ولا
ينفع اﻹنسان يوم أن يعرض على ربه إﻻ دينه..
طيب
الله كل من رفع لهذا اﻹسلام صوتًا، وهداه إلى صراطه المستقيم..
ونسأل
الله أن يرينا الحق حقا، ويثبتنا على اتباعه وصلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه
وسلم دائمًا وأبدًا، والحمد لله رب العالمين..
رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك