كورونا .. فايروس وبائي أم مؤامرة ماسونية؟!

0

كورونا كوفيد 19 فايروس أم مؤامرة؟!

تتعرض الإنسانية في جميع أنحاء العالم بين الفينة والأخرى لمحن قاسية تتفاوت نسبتها بين قوة وضعف بدون حسابات بشرية، إنما هي حكمة إلهية تضع كل شيء في موضعه، وتقدر لكل شيء قدره..

كل ذي حيز يدرك حجمه الحقيقي!!

يجب أن تدرك العقول حقيقة أن هناك إرادة ما، فوق كل شيء وهي إرادة الله، وأن كلمة الله هي العليا..

تقف الإنسانية جمعاء في أرض حشر واحدة، يحشر الناس مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم سواء..

يتساءلون حائرين؟!!

ترى هل نحن قادرين على مواجهة مخلوق لا يرى بالعين المجردة؟!

مخلوق خفي!!.. فايروس!!

اهتزت له العروش..

وفزعت منه الجيوش..

الأمر حقًا مثير للرعب..

يريد البعض أن يحلل ويرجع الأمر لمؤامرة..

بينما ينكر البعض أن تكون فئة من البشر تصنع ما يقتل البشر، فيعود السم عليهم من باب أن "طباخ السم لابد ذائقه"..

وآخرون يجدون فيه انتقام من الله له أغراض سياسية (الأمر عجيب)..

والبعض يريدون أن ينكروا كل سبب وكل تحليل وأن الأمر طبيعي يحدث كل مائة عام وتحديدًا في العام رقم 20 (نظرية المئوية الموبوءة) أو (نظرية العشرينية الموبوءة)..

الحقيقة أن الاختزال ظاهرة قديمة يتطرق إليها الناس بكثرة حتى خلال عصور الازدهار الثقافي فتجد أصحاب كل أيديولوجية يعكفون على وضع نمذجة اختزالية لوضع تصور نظري للحدث مهما كان حجمه فيضخمونه وإن كان صغيرًا، أو يهونون من شأنه إن كان كبيرًا، أو يختزلونه من رؤية واحدية العين (عوراء)..

إلا أنه يجب أن ننظر للأحداث الكونية التي هي من أقدار الله حتى ولو كانت ليد البشر قدرة في حدوثها، فإن إرادة الله فوق كل شيء والحكمة الإلهية ليست بالضرورة حكمة اختزالية فليست هي عقاب فقط أو مؤامرة فقط أو غضب فقط أو تطهير فقط أو مؤامرة بشرية فقط..

ولنضع هنا فايروس كورونا تحت مجهر المؤامرة..

ذهب البعض لاستخراج رموز من فيلم رسومي متحرك (الماعز الأليف) الذي يعتبره البعض (نوسترادموس العصر الحديث)، فترى كثيرًا منهم يعمدون إلى نسب نبوءة حدوث حرب بيولوجية إلى ذلك الفيلم فيرجعون كل حدث نتعرض له إلى مؤامرة كبيرة تصنعها أصابع خفية بدقة مدهشة وذلك لأنهم سحرة كبار يعبدون شياطين كبار يرسمون لهم الخطط العظيمة لإحكام السيطرة على العالم أجمع وكأن إرادتهم تتحدى إرادة الله في كونه..

وهذا مثال من أمثلة عديدة أخرى التي تضع الفايروس تحت مجهر المؤامرة..

مع العلم أن الفايروس تحت مجهر الطب له شأن آخر، فلا يمكن أن تقول أن تكمن خطورته كفايروس فتاك يقتل في دقائق، ولا يمكن أن تجزم بأنه يمكن أن يخرج منه المصل كما هو شأن باقي الفايروسات، وقد يكون ذلك مرجعه إلى أن الجهد المبذول جميعه إنما يتوجه بكل طاقته إلى مواجهته ومكافحته، حيث لا وقت للبحث عن علاجه بشكل بات وقاطع، كأي حدث عندما يقع فالإنسان لا يمكن أن يرى الحدث بدقة إلا إن كان يتوقعه بشكل قبلي، أو يفحصه بشكل بعدي..

وتحت مجهر الأديان، فمن قائل أنها القيامة، ومن يقول أنه غضب الله، ومن يرى أنه من الأكلات المحرمة التي تنتشر في الصين كالخفافيش والثعابين وغيرها..

وكل يرى الفايروس بناءًا على رؤية مجهره الخاص..

الأمر الذي يجعل تساؤلنا البديهي (أين الحقيقة؟!) يبدو سؤالًا محيرًا، ولو حاولنا أن نجمع كل النتائج المجهرية (المجهر الديني – المجهر التآمري – المجهر الطبي..) فيصبح من الصعب أن نصل إلى إجابة واضحة..

وذلك لأن النمذجة الاختزالية لأي ظاهرة خاصة إذا كانت تعتبر حدث كوني كبير يجتاح العالم أجمع، من الصعب بمكان فقط لأن الأحداث الكبرى لا يمكن أن يتم تحليلها من زاوية واحدة فضلًا عن أن نضع لها أسبابًا تعود إلى أيديولوجية واحدة..

ويجب أن نضع في الاعتبار أن الوصول للحقيقة قد يحتاج الانفصال عن واقع المشكلة تمامًا ومراقبتها بجميع جزئياتها من نظرة فوقية، بحيادية كاملة ونظرة شاملة وتحليل كل جزء على حدا ومن ثم وضع تصور كلي من جماع تحليلات أجزاء الظاهرة من كل الزوايا..

فمثلًا يجب أن نضع إجابات محددة ودقيقة لأسئلة طبية بصدق ووضوح تام كأن نقول أن ذلك الفايروس تطوير (مخلق) من فيروس صيني سابق وكانت بدايته حقيقة بشكل ثابت لا يمكن تكذيبه من معمل بحوث بيولوجية..

ثم إثبات أن هناك يد وراء نشره وتم القبض على من ساعدوا على تسريبه مثلًا للإدلاء باعترافاتهم كاملة ومعرفة السر الخفي وراء ذلك..

أيضًا يجب أن ندعوا الله بأن يرفع عنا البلاء ولكن لا ننسب الشر إلى الله ولكن إلى أنفسنا، ولا يجب أن نعاير بعضنا بالذنوب ونتراشق الاتهامات ونتألى على الله أنه ينتق من فلان وعلان وندعوا على أنفسنا..

النظرة الحقيقية إلى الله تكون بحسن الظن به واحتساب الأجر وشهود حقيقة الدنيا الفانية والتي لا ولن تبقى لأحد..

كما يجب أن تكون النظرة الدينية غير مشوبة بالنزعات السياسية والرغبة في الانتقام والدعاية الكاذبة والمتاجرة بدين الله، وذلك لأن الله هو مالك الملك له الخلق والأمر فلا يمكن أن نفتري عليه الكذب ونختزل حكمته في رغباتنا ونزاعاتنا سواء كانت سياسية أو أيديولوجية فهذا ليس من هدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي أصحابه سوى أنهم كانوا يستغفرون ويحتسبون الأجر على الله..

فليكف كل أحد عن تراشق التهم بالتقصير وبث الرعب والتهويل في نفوس الناس لأغراض دنيوية بحتة.. فالأمر لا يحتمل ذلك أرى أن ذلك يمكن أن نسميه (تفكير أطفال).. فنحن جميعًا أمام الله عز وجل سواء.. ذنوبنا تملؤنا، حب الدنيا في قلوبنا متشابه، ونتآمر فيما بيننا على أنفسنا، ونتنافس على دنيانا ونتباغض ونتحاسد..

اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والفتن والمحن، والحمد لله رب العالمين..

انتبه:- شاركنا بتعليقك واستفساراتك عن أي معاني غير واضحة في تلك الرسالة..

إرسال تعليق

0تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top