أنت لست العدم

1

 


بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزي القارئ دعني أخبرك شيئًا في هذه الخاطرة، لعلها تصل إلى قلوب تحتاجها، عندما تقسو الحياة على كل منا وتتلاطم بنا أمواجها دون رحمة أو هوادة..

أنا وأنت وكل الناس..

بعض الناس يقال عنهم ذوي أهمية أو شهرة أو تأثير..

الحقيقة أنه ليس الأمر كذلك..

كل الناس هم ذوي أهمية وتأثير..

اعلم جيدًا أن كل مخلوق خلقه الله، فهو موجود، اكتسب صفة الوجود والكينونة من إرادة الله الذي يقول للشيء كن فيكون، يعني أنه ينتقل من صفة العدم إلى الوجود..

وليكن يقينك أنك طالما وجدت في هذا العالم وأيا كان الدور الذي ترسمته وسرت في دربه، فإنك لست عدمًا..

وطالما أنك لست عدمًا فثق أنك من ذوي الأهمية في مسرح أحداث الكون..

أجل عزيزي القارئ..

ثق من ذلك..

الأمر يحتاج إلى بعض الأدوات في حياتك لكي تصل إلى دورك الأساسي في مسرح الأحداث مهما كنت تظن أن دورك هامشي وغير ذي جدوى..

إلا أنك عكس ما تظن..

طالما أنت موجود فأنت لست معدوم..

وليكن لك عبرة وعظة في أشياء غير موجودة ومخفية عنا، إلا أن لها طاقة تعبر عنها كالكهرباء والهواء وأشباه ذلك..

إنها أشياء لا تراها بعينك لكن هل تستطيع إنكار دورها وقوتها وجبروتها..

تخيل الهواء قد يدمر بلدتك أو مدينتك إن اشتد..

والكهرباء بالطبع ستقتلك إن لمستها باستمرار..

ولا أحتاج أن ألفت انتباهك إلى أكثر من ذلك..

أنت حتما مؤثر لأنك موجود..

طالما أنك لست العدم فإن دورك في الحياة أن تكون ذي جدوى..

وجودك يجب أن يكون له حكمة..

منذ أن كنت في مدرستك والمدرسين يجتمعون ويسيرون وفق منهج ويتقاضون مرتبات من أجلك..

وفي جامعتك توافرت لك أنظمة وعروض ومصاريف وكفاح من أهلك..

فشلت أو نجحت..

هناك من لم ينجح في حياته الدراسية وأصبح ذا نفوذ وتأثير في العالم بسبب فشله في الدراسة..

الحياة العملية سر نجاحك فيها يكمن في كيفية تعبيرك عن نفسك..

كيف يمكن أن تنقل نفسك من الخفاء إلى الظهور الشديد، فقط بإتقانك التعبير عن نفسك..

ثقتك في نفسك وفي أهمية ما تفعل وما يمكن أن تقدم للعالم؟

إذا كان عملك تافها!!

فليس أتفه من فنان يضحك الناس بأفاعيل أشبه بحركات المجانين..

إذا كنت ترى نفسك في الحياة على الهامش، فهناك مثلك أخذوا بأنفسهم وبهامشهم إلى العلن ودائرة الضوء..

الأمر جد سهل..

إيمانك بنفسك يجعلك في حيز الوجود..

وصدق ثقتك في نفسك يجعلك تعبر بصدق عن أهميتك في هذا العالم..

قوة وجودك يمنحك الطاقة للتغلب على عراقيل منعك من التواجد باستمرار وحجبك عن الظهور..

صدق أو لا تصدق.. أن أقوى علامة في حياة كل مهمش تجعله يصدقني، هي كثرة المواقف التي واجهته من أجل إخفائه وإحباطه والتقليل من شأنه، الأمر الذي يترتب عليه أن يسئل نفسه لماذا يبالغون في إحباطي وتجاهلي والتقليل من شأني؟!

فإن أجاب على نفسه بصدق، فليقل أن السر يكمن في قوة وجوده وظهوره..

وإن كان العكس واختار الكذب على نفسه، سيقول حتما أن ذلك يرجع لأنه معدوم وليس له مكان في هذه الحياة..

وقمة الكذب أن تظن أن الله خلقك عبثًا وأنك معدوم، وقد خلقك الله وأنعم عليك بأجهزة في جسدك لا تقدر بثمن، فأي أهمية أن يخلقك ملك الملوك القادر على كل شيء وتحيا في هذه الحياة تظن أنك عبثا في عبث؟!

أكبر دليل على أهميتك في الوجود هو أنك لست العدم..

طالما أنك أنت الوجود ففيك العالم كله والكون من أجلك أنت..

الطبيعة كلها مسخرة لاستخدامك..

وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر

Tags

إرسال تعليق

1تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

رأيك مهم لذا لا تبخل بترك تعليقك

إرسال تعليق

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top